أسدل الستار على عملية سبر الآراء التي نظمتها يومية "الهدّاف" مباشرة بعد
المباراة الأخيرة برسم البطولة أمام إتحاد الحراش بعدما فتحت الأبواب أمام
"الشناوة" لاختيار عريس مرحلة الذهاب، وهي العملية التي غابت عنها الإثارة
بعدما اكتسح الحارس فوزي شاوشي منافسيه منذ البداية وفاز بأغلبية الأصوات
حيث لم يصمد أمامه لا المهاجمين بالأهداف الحاسمة التي سجلوها ولا لاعبي
الخط الخلفي الذين تألقوا في عدة مواجهات، لينصف "الشناوة" بذلك حارسهم
ويرفعون معنوياتهم في وقت يشعر فيه بـ"الحقرة" والتهميش بعد إبعاده من
المنتخب الأول لأسباب غير معروفة.
زملاؤه لم يصمدوا أمام شعبيته وفاز بـ 58 من المائة من الأصوات
وقد
تعوّدنا في عمليات سبر الآراء التي ننظمها في كل عطلة شتوية لاختيار أحسن
لاعب في مرحلة الذهاب على أن تكون المنافسة على أشهدها ولا نتعرف على
العريس إلا في اليوم الأخير من المنافسة، لكن شاوشي جعل الأمور تخرج عن
القاعدة هذه المرة وشعبيته جعلته يحسم الأمور مبكرا حيث تحصل على أزيد من
1000 صوت أي بنسبة 58 من المائة وهو ما جعل سقف الطموح يتوقف على المرتبة
الثانية وما يليها.
نجوميته تعدت الحدود وحتى أنصار النوادي الأخرى صوّتوا له
ولما
قررنا تنظيم عملية سبر الآراء كنا نتوقع أن تكون مشاركة "الشناوة" واسعة
نظرا لشعبية مولودية الجزائر من جهة ومقروئية "الهدّاف" من جهة أخرى، لكن
لم نكن نتوقع أن تقف 48 ولاية على قدميها احتراما للحارس فوزي شاوشي الذي
تعدت شعبيته ونجوميته كل الحدود وصوّت عليه أنصار مختلف شرائح الأنصار من
داخل الوطن وخارجه، والغريب أن حتى أنصار الفرق الأخرى جعلوا أنفسهم طرفا
في العملية وصوتوا لشاوشي.
ما فعله في الكأس و"داربي" الحراش رفع أسهمه مرة أخرى
ورغم
أن المستوى الذي ظهر به فوزي شاوشي في المباريات الأولى تراوح بين العادي
والمتوسط، إلا أن ما فعله في مبارتيّ الكأس أمام اتحاد الشاوية ثم شبيبة
القبائل لما أهل فريقه في ركلات الترجيح وما فعله في "داربي" الحراش برسم
البطولة لما وقف سدا منيعا أمام لعمالي ورفاقه جعل أسهم ابن برج منايل
ترتفع مرة أخرى وصوت عليه أنصار مولودية الجزائر بكل قوة.
التتويج معنوي ولكنه سيضع المدرب الوطني أمام ضغط آخر
ورغم
أن تتويج الحارس فوزي شاوشي بلقب أحسن لاعب في مرحلة الذهاب لقب معنوي لا
أكثر، إلا أنه من شأنه أن يجعله يدخل تربص إسبانيا بمعنويات في السحاب
ويؤكد الأيام الزاهية التي يعيشها ابن برج منايل كما أن فوز شاوشي
وبالأغلبية الساحقة أيضا سيشكل ضغطا من نوع آخر على المدرب الوحيد وحيد
حاليلوزيتش بعدما أصبح الحديث عن إعادة شاوشي إلى المنتخب بعد "الكان"
مطلبا شعبيا وهناك حتى من أكد أحقية حارس المولودية في الذهاب إلى جنوب
إفريقيا.
"الهدّاف" فاجأته بالحذاء الذهبي مباشرة بعد تناوله وجبة العشاء
وكانت
يومية "الهدّاف" قد أطلقت على مبادرتها التي أصبحت تقليدا سنويا للعام
الثالث على التوالي اسم "جائزة الحذاء الذهبي"، وهي الجائزة التي وجدها
شاوشي في انتظاره سهرة أول أمس بفندق "ألبير قاردن" في بينيدوم مباشرة بعد
الوصول إليها ونزوله لتناول وجبة العشاء رغم أن بعض زملائه كانوا يعلمون
مسبقا في صورة بابوش، عطفان، داود وزدام.
تأثر كثيرا، فرح وأشاد بـ"الشناوة" و"الهدّاف"
ورغم
أن شاوشي معروف عليه أنه لا ينظر كثيرا إلى الإنجازات الفردية ويحب أن
يعيش دوما في صمت وبعيدا عن ضوضاء الشهرة والنجومية، إلا أن الأمر الذي
لاحظناه هو أن فرحته كانت عارمة عندما أكدنا له أن "الشناوة" اختاروه ليكون
عريس مرحلة الذهاب وبفارق شاسع جدا من الأصوات على زملائه، وصرح لنا أن
هذا التتويج جاء في وقته ليرفع معنوياته ويخفف عنه آلام "الإقصاء" من
المنتخب، كما أكد أن "الهدّاف" هي الوحيدة التي أنصفته ومنحته حقه بعدما
صوت عليه "الشناوة" بقوة في وقت يحاول الجميع أن يتناساه كما قال رغم
المسيرة الرائعة التي يقدمها مع مولودية الجزائر في الآونة الأخيرة.
ويعد "الشناوة" برد الجميل في البطولة والكأس
كما
أكد شاوشي في حديثه مع "الهدّاف" أن الأصوات التي منحها "الشناوة" له في
عملية إختيار أحسن لاعب خلال مرحلة الذهاب جاءت لتقوي حبل الود بينه وبين
جمهور المولودية الذي يقف معه في أسوأ أيامه، كما وعد شاوشي بالمحافظة على
المستوى الذي ظهر به أمام الحراش ثم القبائل في الكأس وأكد أنه لن يرضى على
نفسه إلا إذا قاد "العميد" للتتويج بأحد الألقاب سواء كان كأس الجزائر أو
دوري المحترفين.
أهداف جاليت لم تشفع له وغازي يخطف المركز الثالث
حل
هداف مولودية الجزائر مصطفى جاليت خلال عملية سبر الآراء التي نظمتها
"الهداف" عبر الهاتف وموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" في المرتبة الثانية
بعدما حصد 212 صوتا، حيث لم تشفع له أهدافه التسعة التي سجلها في البطولة
وهدفه في الكأس أمام شعبية شاوشي التي فاقت كل الحدود فيما حل في المرتبة
الثالثة كريم غازي بـ 122 صوتا، وهو ما يعتبره المتتبعون أمرا منطقيا
بالنظر إلى الأداء الراقي الذي قدمه اللاعب في مرحلة الذهاب والذي لم يتأثر
إطلاقا بعامل السن.
بشيري حل رابعا وبصغير يكتفي بالمركز الخامس
كان
المركز الرابع خلال عملية سبر أراء يومية "الهدّاف" من نصيب المدافع رضوان
بشيري الذي استطاع أن يفرض نفسه في ظرف وجيز وأصبح قطعة أساسية في كتيبة
المدرب جمال مناد، حيث حصد ابن تلمسان 118 صوتا وذهب ضحية المنافسة الشرسة
بين زملائه، فيما اكتفى بصغير بالمرتبة الخامسة وبـ 97 صوتا فقط وهي
المرتبة التي اعتبرها البعض غير منطقية وأكدوا أن بصغير كان يستحق مرتبة
أفضل بعدما أدى مرحلة ذهاب جيدة، رغم أنه لعب في مختلف المناصب وأصبح يشبه
"رجل المطافئ" يستنجد به المدرب جمال مناد في كل مرة.
جغبالة تفادى المرتبة الأخيرة وتركها لمترف
تواصل
التنافس من أجل تفادي المرتبة الأخيرة إلى غاية اليوم الأخير من المسابقة
بين المدافع عبد المالك جغبالة ووسط الميدان حسين مترف، وقد نجح ابن تقرت
في الحصول على المركز السادس وبفارق صوت واحد فقط على مترف الذي دفع على ما
يبدو ثمن تراجع مستواه في النصف الأول من البطولة، ولكن يكفي لكل هؤلاء
اللاعبين أنهم كسبوا قلوب "الشناوة" وعرفوا كيف يدخلون في المرحلة الأخيرة
من سبر الآراء رغم أن الفريق يضم 25 لاعبا وهو ما يبقى إنجازا بالنسبة
لهؤلاء وحافزا معنويا لدخول معترك النصف الثاني من الموسم الكروي بكل
قوة.
