حرص الناخب الوطني الجديد "كريستيان غوركوف" منذ التحاقه بالعارضة الفنية لمحاربي الصحراء، على إبراز "روح انتصارية" لطالما افتقدها من أشرفوا تباعا على حظوظ الخضر، فغوركوف لم يتوان منذ أول يوم عن رفع السقف عاليا عبر تشديده على أنّ المحاربين هم المرشح الأكبر في كأس إفريقيا 2015 بالمغرب، خلافا لما ظلّ يجترّه أسلافه من خطابات أغرقت في الانهزامية والاكتفاء.
لن نكون استباقيين ونجزم يقينا بغد مشرق للمحاربين، لكن ثمة نقطة ينبغي تثمينها والتشديد عليها، ألاّ وهي "انتصارية" غوركوف الذي كان بإمكانه استنساخ كليشيهات السابقين، لكنه ارتضى نهجا مغايرا يدل على إيمان الرجل بقدرات المنتخب الحالي، وأكثر من ذلك تشبعه بفكرة خطف الألقاب ليس اعتبارا من 2017، بل من العام المقبل، مع أنّه كان منطقيا أن يعمد مدرب لوريون السابق إلى اللعب على تلك النغمة الممجوجة "التصفيات الصعبة" و"الخصوم الأقوياء" و"الظروف المناخية" التي تجابه الخضر في أدغال إفريقيا، لكنه لم يفعل.
انتصارية غوركوف ورفعه السقف عاليا ستكون لها تداعياتها الايجابية على لاعبين جزائريين متميزين أريد لهم في مواعيد عديدة أن يبقوا مكّبلين، ومن شأن حديث الفرنسي عن تطلعه لجعل الخضر منتخب ألقاب، أن يغيّر تلك العقلية التي لطالما خاض بها الثعالب سائر الاستحقاقات، فماذا لو جرى إطلاق عنان الخضر في المونديال البرازيلي، ألم يكن بإمكان زملاء براهيمي الذهاب أبعد من حكاية الدور الثاني؟
خطاب غوركوف في كرة القدم ينبغي أن يتعمّم ويتحوّل إلى عقيدة متكرّسة في مختلف الرياضات الجزائرية، فإلى متى تستمر رياضات عديدة في تحجيم حضورها دوليا، على منوال منتخب كرة اليد في رسم هدف الدور الثاني فحسب والتركيز على هزم منتخبات صغيرة صارت أكثر شأنا منا على مرّ السنين، أليس كذلك يا بوشكريو وعقاب مع الأرجنتين والبرازيل وقطر وووو.
المصدر : الشروق اون لاين