من طرف أثارت
فكرة المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، سحب الشرطة من
داخل الملاعب، ردود فعل عديدة لدى مديري الملاعب عبر أرجاء الوطن، وكذا
رؤساء الأندية، فمنهم من يعارض الفكرة ومنهم من رحب بهذه الخطوة، غير أن
جميعهم اتفق على استحالة تجسيدها في أرض الواقع في الوقت الحالي لعدة
أسباب. مديرو الملاعب ورؤساء الأندية المحترفة، ممن اتصلت بهم أمس ''
الخبر''، أكدوا أن الفكرة جيدة من حيث المبدأ، حتى يتحمّل كل طرف مسؤوليته،
لكن من حيث التطبيق تبقى بعيدة التجسيد في الساحة الكروية الجزائرية لخصوصيات ملاعبنا التي تفتقد لأدنى الشروط الأمنية التي نراها في الملاعب الأجنبية، هذا ناهيك عن عقلية المناصر الجزائري الذي يفتقد للتأطير الإيجابي.
مدير مركب الشهيد حملاوي بقسنطينة، بوبكر زرطال
''الفكرة ستكون عواقبها وخيمة''
عبّر مدير مركب الشهيد حملاوي بقسنطينة
بوبكر زرطال عن تفاجئه لفكرة المدير العام للأمن الوطني بسحب رجال الشرطة
من داخل ملاعب كرة القدم، مؤكدا أن هذا الأمر خطير وسيؤدي إلى كوارث داخل
الملاعب، لأن أغلب المشاكل الأمنية تحدث داخل الملاعب وإدارات المركبات
الرياضية لا يمكنها أن تكون مسؤولة عن حماية الأشخاص واللاعبين والحكام
وغيرهم، والتي هي من مهام أعوان الشرطة الذين يؤدون دورا كبيرا في هذا
المجال. وشدد المتحدث على أن اللجوء إلى هذا القرار سيدفع إلى اللجوء
للشركات الخاصة المختصة في المجال الأمني لتزويد الملاعب بأعوانها
الأمنيين، والذين يفتقدون للخبرة اللازمة في السهر على أمن الملاعب، ''ثم
إن نظرة المناصر إلى رجل الشرطة الواقف أمامه في المدرجات، ليست كنظرته
لعون الأمن المخصص''، مضيفا أنه بفضل رجال الشرطة وحنكتهم ''تفادينا العديد
من المشاكل داخل مركب الشهيد حملاوي أثناء المقابلات الكبيرة التي حضرتها
جماهير غفيرة''.
قسنطينة: مراد عبد اللي
مدير ملعب 13 أفريل بسعيدة، عبد القادر عمارة
''لا يمكن الاستغناء عن الأمن داخل الملاعب''
أبدى مدير ملعب 13 أفريل 1958 بسعيدة، عبد القادر عمارة، استغرابه من احتمال انسحاب جهاز الأمن من تأمين المباريات داخل الملاعب.
وقال
عمارة ''لا يمكن الاستغناء عن هذا الجهاز الحساس داخل ملاعب كرة القدم
لتأمين المواجهات، خاصة تلك التي تتسم بطابع الداربي، أو المواجهات الساخنة
التي لا بد من تواجد الأمن فيها داخل الملاعب للسيطرة على أي انزلاق، خاصة
أن دور الملعب هو تنظيم المباريات فقط، وليس لدينا القدرة على تأمينه، ولا
يمكن التفكير في سحب رجال الشرطة من الميادين لأنها الأقدر على حماية
اللاعبين، والحكام والأنصار.
وأوضح عمارة ''لم نستطع السيطرة في بعض
المواجهات على الانزلاقات التي حصلت عن طريق رجال الأمن، فكيف لنا أن نفكر
في تأمين هذه المواجهات في حال انسحاب الأمن''، خاتما حديثه بالقول ''إذا
تجسدت هذه الفكرة، فستكون هناك آثار سلبية لا محالة منها''.
سعيدة: ن. معاشو
مدير ملعب أحمد زبانة بوهران، عبد القادر عمور
''القرار يجب أن يكون بالتدريج وعلى المدى البعيد''
اعتبر
المدير العام لمركب أحمد زبانة، عبد القادر عمور، فكرة اللواء هامل بعدم
الاعتماد على الشرطة في مراقبة المباريات، ''جريئة قد تصب في مصلحة الفرق
لعدة اعتبارات''، لأنها ستحمّل المسؤولية للأندية حتى تنظم نفسها وتنشئ
أعوانا يملكون كفاءة في التنظيم ومصداقية مع الأنصار، على اعتبار أن عدم
وجود الشرطة داخل الملعب سيحث الأعوان على تجنب العنف، ليس فقط في أرجاء
الملعب ولكن على حافة المستطيل الأخضر وأمام المدرجات.
ويضيف عمور ''أعتقد أنه يجب أن تبدأ العملية بالتدريج وعلى المدى البعيد حتى يشعر المناصر بأنه في مكان آمن''.
وهران: ب. إيتشعلي
رئيس منتدى رؤساء الأندية المحترفة، عبد الكريم يحلى
''أؤيد مائة بالمائة فكرة اللواء هامل''
صرح
رئيس منتدى رؤساء الأندية المحترفة، عبد الكريم يحلى، أنه يؤيد مائة
بالمائة قرار المدير العام لأمن الوطني، ''لأن وجود عناصر الأمن بالزي
الرسمي فوق ميادين كرة القدم ليس مشرفا وليس في محله، ولا يحد من الأزمة
الموجودة أو ظاهرة العنف التي تجتاح ملاعبنا''. وأضاف يحلى أن الذين
يعوّضون رجال الشرطة من حراس الملاعب، يجب أن تتوفر فيهم شروط من جملتها
اللياقة البدنية الجيدة والخضوع إلى تكوين في هذا المجال، وألا يكونوا من
ذوي السوابق العدلية. واستطرد قائلا إن وجود عناصر الأمن لا يعطي للمباراة
نكهتها وخصوصيتها، خاصة أن الكثير من دول الجوار والدول الأوروبية تشاهد
مبارياتنا والأمن موجود داخل الملعب ما يعطي صورة غير لائقة.
تلمسان: ع.ب.ش
رئيس فرع وداد تلمسان، حنافي لكحل
''فكرة مستحيلة ''
يرى رئيس فرع كرة القدم لوداد تلمسان،
حنافي لكحل، أن هذا الإجراء مستحيل تطبيقه بالنظر إلى وجود عناصر الأمن
بالملاعب، ويستحيل أن نجري المقابلات من غير هذا العنصر الأساسي سواء
بملعبنا أو خارجه.
تلمسان: ع.ب.ش
مدير ملعب العقيد لطفي بتلمسان، مزيان أمين
''من المستحيل أن نجري مبارياتنا دون أمن''
يرى مزيان أمين، مدير العقيد لطفي بتلمسان،
أن فكرة المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل غير صائبة ''لأننا لا
يمكن أن نتقبل القرار، كما أن إجراء المباريات من دون أمن غير ممكن
ومستحيل، ونحن نجد مساعدة كبيرة من طرف أمن ولاية تلمسان الذي يقوم بعمل جبار، وعليه نتمنى أن يعاد النظر في القرار.
تلمسان: ع.ب.ش
مدير المركب الرياضي 19 ماي 1956 بعنابة، محمد لعشيشي
''أنا مع القرار ودور لجان الأنصار سيكون جوهريا''
أكد مدير المركب الرياضي 19 ماي 1956 بعنابة،
محمد لعشيشي، أنه مع الاقتراح الذي طرحه المدير العام للأمن الوطني،
والقاضي بسحب رجال الشرطة من داخل الملاعب، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي مشكل
إن انحصر حضور أعوان الشرطة في محيط الملاعب، مشددا على أن الحل يكمن في
الاستعانة بأعوان الأمن المخصصين ''ستاديي'' مع إخضاعهم لتربصات خاصة في
كيفية السهر على الأمن داخل الملاعب. وشدد المتحدث عى أن لجان الأنصار في
هذه الحالة سيكون دورها جوهريا في الجانب الأمني داخل الملاعب، قبل وأثناء
وبعد المقابلات، من خلال العمل على توعية وتنظيم الأنصار، داعيا إلى أن
تكون لجان الأنصار طرفا في الاجتماعات الأمنية التي تسبق مباريات الكرة.
وبالمقابل
أوضح لعشيشي أن تواجد رجال الشرطة في محيط الملاعب يعد أمرا ضروريا، لأن
المركبات الرياضية تابعة للدولة والمحافظة عليها واجب.
عنابة: جلول بن صافية
مدير ملعب مسعود زوغار بالعلمة، فاروق سعدوني
''يستحيل توفير الأمن من دون قوات الشرطة''
قال مدير ملعب مسعود زوغار في مدينة العلمة،
فاروق سعدوني، في تصريح ل''الخبر'' إن مصالح جميع ملاعب الجمهورية عاجزة
عن توفير التغطية الأمنية في المباريات الرسمية، مضيفا أن تصريح المدير
العام للأمن الوطني اللواء هامل بخصوص التفكير في سحب رجال الشرطة من
القيام بالإجراءات الأمنية داخل الملاعب في الموسم القادم يستدعي من الآن
ضرورة البحث عن الإجراءات الجديدة.
وصرح سعدوني: ''أعتقد أنه من المستحيل توفير الأمن في ملاعبنا من دون قوات
الشرطة القادرة على بسط هيمنتها على الجماهير''، وأشار أيضا محدثنا إلى أن
جميع الفرق مطالبة الآن باستحداث لجان الأنصار من اختيار العقلاء، من أجل
مساعدة عمال الملعب وقوات الشرطة في حفظ الأمن وتقليص أحداث العنف التي
باتت تشهدها الملاعب الجزائرية.
سطيف: ع. خليل
مسؤول الاستثمار في شباب قسنطينة، محمد بوالحبيب
''القرار صائب ويساهم في تطوير اللعبة''
أكد مسؤول الاستثمار في شباب قسنطينة،
محمد بوالحبيب، أن رغبة المدير العام للأمن الوطني في سحب رجال الشرطة من
داخل ملاعب كرة القدم يعد قرارا صائبا واحترافيا من الدرجة الأولى، مشيرا
إلى أن قرارا كهذا سيحمّل مسؤولية أكبر للأندية، التي ستصبح شريكا في توفير
الأمن بالملاعب عن طريق الاستعانة بأعوان الأمن المخصصين ''ستاديي''،
بموجب عقود تبرم مع المؤسسات المتخصصة في المجال الأمني، كما هو معمول به
في شركتي ''نجمة'' و''جيزي'' للهاتف النقال. وذهب بوالحبيب إلى أبعد من ذلك
عندما قال إن القرار سيرفع دون شك من مستوى الكرة في الجزائر، من خلق جو مناسب داخل الملاعب بعيدا عن كل أشكال العنف.
قسنطينة: ش. فيصل
رئيس مولودية وهران، يوسف جباري
''فكرة صائبة.. لكن حضور الشرطة يبقى ضروريا''
يرى رئيس مولودية وهران،
يوسف جباري، أن فكرة المدير العام للأمن الوطني ''تبقى صائبة وشجاعة وتصب
في إطار الاحتراف الذي طبق في بلادنا، فالكل يعلم جيدا أن الأعوان في
أوروبا هم الذين يسيرون وينظمون، ليس فقط داخل الملعب، وإنما حتى في
الأكشاك. وبالتالي فهذه الفكرة ستمكننا من القضاء على من لا يشتري تذكرته
وتحسيس الأعوان بفريقهم''. مضيفا ''أظن أنه من الأجدر أن نشرع في تطبيق هذا
القرار لكن بالتدريج. لأن وجود الشرطة ضروري في حالات استثنائية على
الأقل، حتى يتعود المناصر على التعامل مع أعوان الملعب، لأنه حان الوقت لكي
تفكر النوادي في كيفية الاستفادة من مداخيل الملعب، لأنه في السابق كان
المدخول قليلا رغم اكتظاظ الملعب بسبب دخول عدد كبير من المناصرين مجانا''.
وهران: ب. ايتشعلي
رئيس شبيبة الساورة، زرواطي محمد
''الفكرة لا تخدم الكرة الجزائرية''
أكد رئيس شبيبة الساورة، محمد زرواطي، أن القرار مفاجئ ولا يخدم كرة القدم الجزائرية،
ونحن نرى في وجود الأمن بالملاعب أمرا بالغ الأهمية، ونعتبر مصالح الأمن
بمثابة الرقم الهام في معادلة إجراء المباريات، كما أن تنظيم أي مباراة دون
حضور الأمن غير ممكن.
تلمسان: ع.ب.ش
رئيس مولودية العلمة، بوذن مبارك
''نحن لا نستطيع توفير الحماية لأنفسنا فكيف نوفرها للجماهير؟''
اعتبر رئيس مولودية العلمة،
بوذن مبارك، رغبة المدير العام للأمن الوطني اللواء هامل في سحب رجال
الشرطة من العمل داخل الملاعب قرار خطير يستدعي المراجعة السريعة. وفي
سؤالنا له إن كانت الفرق مع استحداثها للجان الأنصار مع التنسيق مع مصالح
مختلف الملاعب ومدى قدرتها على ضمان الأمن الحقيقي في المباريات الرسمية،
سواء للاعبين والآلاف من المناصرين، فإن إجابته كانت صريحة لأبعد الحدود
عندما قال: ''الحقيقة التي يجب أن نقولها إننا لا نستطيع نحن مسيّرو الفرق
توفير الحماية الأمنية لأنفسنا، فكيف نستطيع توفير الأمن للجماهير من دون
قوات الشرطة؟''، داعيا في نفس الوقت إلى البحث عن صيغة جديدة بالتنسيق مع
قوات الأمن، للحد من أحداث العنف التي سجلتها كثير من الملاعب، سواء في
الدرجة الأولى أو الثانية مع بطولة الموسم المنقضي.
