مصابا في لقاء العميد.. و"وأد" مصالحة الحمراوة والشلف
وعرفت نهاية لقاء فرندة ومولودية الجزائر أعمال شغب خطيرة جدا، تسبّبت في إصابة حوالي 20 مناصرا من المولودية بإصابات متفاوتة الخطورة، مع تخريب العديد من السيارات التي تحمل ترقيم ولاية الجزائر، كما شهد محيط ملعب تيارت مواجهات دامية بين أنصار الفريقين، تبادل فيها الضرب بالحجارة والأسلحة البيضاء، بعد أن انتهت المواجهة بتأهل أشبال مواسة بهدف وحيد سجل في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، وهو الهدف، الذي احتج عليه أنصار فرندة كثيرا، وانتقدوا حكم اللقاء وحملوه مسؤولية إقصاء فريقهم من سباق السيدة الكأس بتحيزه لصالح متصدر الرابطة المحترفة الأولى.
وكادت الأحداث تعرف تطورات خطيرة جدا، لولا تدخل مصالح الأمن، التي احتوت الوضع وقامت بمرافقة أنصار المولودية إلى غاية الخروج من مدينة تيارت، كما شهد لقاء مستقبل الرويسات وشبيبة القبائل إصابة مناصرين للشبيبة بسبب الاستعمال المفرط للألعاب النارية، وكادا يعرفان مصير مناصر المولودية عبد الرؤوف، الذي فقد عينه خلال لقاء شباب بلوزداد في البطولة.
من جهة أخرى، فشلت المصالحة التي حدثت بين فريقي جمعية الشلف ومولودية وهران، خلال لقاء الدور الـ16 لمنافسة الكأس، أول أمس، الذي انتهى بتأهل الجمعية بهدفين لهدف، فرغم الترويج الكبير للمصالحة ولقاء مسؤولي الفريقين بوهران ووسط ترويج إعلامي كبير، إلا أن نهاية لقاء الكأس عرفت تعرض حافلة فريق مولودية وهران لهجوم بالحجارة من أنصار الشلف، في حادثة تشبه كثيرا ما حدث للمنتخب الوطني في القاهرة سنة 2009، ما كاد يعرض لاعبي المولودية لإصابات خطيرة، ما يؤكد بأن التحكم في تصرفات الأنصار يبقى أمرا نسبيا وغير مضمون.
وتأتي هذه الأحداث لتؤكد فشل كل العمليات التحسيسية للأنصار بضرورة التحلي بالروح الرياضية ونبذ العنف، فضلا عن السياسة العقابية للرابطة المحترفة لكرة القدم، التي أكثرت من عقوبة اللعب دون جمهور دون جدوى، وحذر مراقبون من استفحال هذه الظاهرة خلال مرحلة العودة، مع اشتداد المنافسة على اللقب وصراع البقاء، خاصة في ظل الاتهامات الكبيرة الموجهة للحكام، الذين يعدون حسب أنصار أغلب الأندية الجزائرية السبب الرئيسي لهزائم فرقهم، فضلا عن المحرك الرئيسي لمؤامرات تجاه أنديتهم، وهي كلها معطيات تشير إلى ضرورة تدخل السلطات المعنية من أجل إنقاذ كرة القدم الجزائرية من شبح العنف الذي أصبح يهدد حتى مستقبلها على المديين المتوسط والبعيد.