دزيري يواصل اللعب وهو على مشارف
الأربعين وآخرون اعتزلوا اللعبة بعد سن الأربعين!
من
التناقضات التي تعج بها رياضة كرة القدم مواصلة لاعبين ممارسة كرة القدم
في أعلى مستوى، فيما هناك لاعبون فضلوا الاعتزال وهم في عز عطائهم.
الجزائر
وعلى غرار العديد من بلدان المعمورة تعج بالكثير من الأسماء، سنحاول
في هذا العدد تسليط الضوء عن أحسن الأسماء، الذين فضلوا عدم رمي
المنشفة ومواصلة اللعب وهم على مشارف الأربعين.
»أخبار
اليوم« وعبر هذه الصفحة الخاصة ستحاول تسليط الأضواء على هؤلاء النجوم.
وقبل ذلك دعونا نُلقِ نظرة ولو خاطفة عن أهم نجوم العالم، الذين
حطموا الأرقام القياسية بمواصلتهم اللعب إلى سن متقدمة من أعمارهم.
الإيطالي دينو زوف والألماني ماتيوس
وروجي ميلا واصلوا اللعب إلى ما بعد الأربعين
في نظرة خاطفة عن أهم اللاعبين الذين واصلوا
اللعب إلى ما بعد الأربعين نجد أنفسنا نتوقف مع عجلة التاريخ مع الحارس
الإيطالي الشهير دينو زوف. ففي عز تألق الكرة الإيطالية ومنتخب
»الأزوري« في مونديال إسبانيا عام 1982، إلا أن الشيخ أنزو بيرزوت
فضّل الاستعانة بحارس جوفنتوس في تلك الفترة دينو زوف، فرغم
الانتقادات الكبيرة التي وُجهت لأنزو من طرف وسائل الإعلام المحلية لبلده
إلا أنه لم يشغل باله بذلك، وراح يضع دينو زوف كحارس رقم واحد في
ذلك المونديال.
ومما زاد غضب الإعلاميين الإيطاليين عن منتخب
بلادهم عدم تسجيله أي انتصار في الدور الأول، بتعادله أمام كل من
البيرو وبولونيا والكاميرون، لكن بقدر ما تعادل في جميع هذه اللقاءات
بقدر ما حافظ »الشيخ« دينو زوف على نظافة شباكه، حيث لم يدخل مرماه
أي هدف في الدور الأول.
وقبل أن نواصل حديثنا عن الحارس دينو زوف نشير
إلى أنه كان يبلغ من العمر في مونديال إسبانيا 39 سنة وأربعة
أشهر وخمسة أيام، لكن مع تخطي المنتخب الإيطالي الدور الأول راح
زملاء الراحل جيتانو شيريا يبسطون سيطرتهم على جميع منافسيهم إلى أن
وجدوا أنفسهم في اللقاء النهائي أمام المنتخب الألماني، علما أن هذا
الأخير كان قد خسر مباراته الأولى في ذلك المونديال أمام منتخبنا الوطني
بنتيجة 1ـ 2.
وبما أن دينو زوف كان يملك جميع مواصفات
الحراس الكبار فمن البديهي أن يقف كالأسد في وجه جميع محاولات
الألمان بقيادة رومينيغي، لتنتهي المباراة بفوز إيطاليا 3ـ 1،
والفضل يرجع إلى الحارس دينو زوف.
قد يقول قائل: وهل
اعتزل دينو زوف بعد مساهمته الفعالة في الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده
إيطاليا؟ الجواب هو أن هذا الحارس لم يعتزل، وفضّل مواصلة اللعب مع
فريقه الأبدي جوفنتوس، حيث قاده عام 1983 إلى نهائي كأس أوروبا
للأندية البطلة أمام هامبورغ، وخسر النهائي أمام هذا الفريق بهدف دون
رد، وهو آخر لقاء لهذا الحارس »الشيخ«.
الكاميروني روجي ميلا أكبر اللاعبين
سنا سجل هدفا في المونديال
إذا كان الحارس الإيطالي دينو زوف قد واصل
اللعب إلى سن الـ 39 وبضعة أشهر مع منتخب بلاده وحاز معه في هذه السن
على كأس العالم، فإن الكاميروني روجي ميلا الذي نعرفه جميعا
لايزال يحمل الرقم القياسي بتسجيله هدفا وهو في سن ما بعد الأربعين،
كان ذلك في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، حيث كان
يبلغ من العمر 42 سنة وشهرين وسبعة أيام.
وقبل
هذا المونديال كان ذات اللاعب قد انتزع الإعجاب والتقدير في مونديال
إيطاليا عام 1990 بتوقيعه لأربعة أهداف كاملة. ويبقى الهدف الذي
وقّعه في شباك الحارس الكولومبي الشهير هيغيتا أحسن ما سجل هذا اللاعب
الكبير.
روجي ميلا ورغم تقدمه في السن في مونديال
الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه واصل اللعب لأربع سنوات أخرى، حيث
أنهى مشواره الكروي كلاعب في إحدى الأندية الأندونيسية عام 1998
بعد تعديه حاجز العام الـ 46.
للتذكير، فإن روجي ميلا كان وراء خروج
منتخبنا الوطني في الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت
عام 1986 بمصر، بتوقيعه لهدفين في شباك الحارس نصر الدين درين في
اللقاء الثالث من الدور الأول الذي جرى بملعب مدينة الإسكندرية في مثل
هذه الأيام من عام 1986، علما أن اللقاء انتهى لمصلحة الكاميرون
بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين.
الألماني
لوثار ماتيوس... القزم الذي لم يعتزل إلا بعد سن 42
آخر لاعب سنحدّثكم عنه هو الألماني لوثار
ماتيوس، فهذا اللاعب الذي لم يلعب في ألمانيا إلا لفريق بايرن
ميونيخ واصل اللعب في هذا الفريق وهو في سن الـ 40، كما أنه واصل
اللعب لمنتخب بلاده وهو في سن الـ 37. ولم يعتزل »القزم«
لوثر، كما يسميه الألمان، اللعب إلا بعد تخطيه حاجز العام الـ
42، ليس في فريقه بايرن ميونيخ بل في فريق شيكاغو الأمريكي، حيث
لعب له موسمين. وبما أن لكل بداية نهاية فضل لوثر ترك الملاعب كلاعب
والتفرغ للتدريب وهو في سن الـ 42.
شيوخ الملاعب الجزائرية
الملاعب الجزائرية تعج بالعديد من »الشيوخ«
الذين واصلوا اللعب إلى سن متأخرة من حياتهم الكروية، وتستوقفنا العديد
من الأسماء فضلنا أن نختار لكم أهمها.
بلال دزيري... شيخ في سن العشرين!
قبل أن نقوم بكم بجولة عبر دهاليز تاريخ الكرة
الجزائرية ونواديها نتوقف مع ابن نصر حسين داي بلال دزيري، الذي
لايزال محافظا على رشاقته وحيويته التي بدا بها اللاعب وهو سن العاشرة
مع فريقه الأصلي نصر حسين داي.
وُلد بلال دزيري يوم 21 جانفي 1972
بحسين داي بالجزائر العاصمة. بدأ مسيرته الكروية على غرار الكثير من
أبناء حيه في فريق النصرية، وهو الفريق الذي قاده إلى عالم الشهرة،
حيث لم يغادره إلا في عام 1995 بعد نزول نصر حسين داي إلى
القسم الوطني الثاني، ليختار دزيري ألوان اتحاد العاصمة بدل ألوان
»العميد«. ولايزال وفيا لهذا الفريق إلى وقتنا الحاضر.
ساهم
بلال دزيري في العديد من التتويجات التي فاز بها الفريق العاصمي
منذ ارتقائه إلى بطولة القسم الوطني في موسم 1994ـ 1995 مع
المدرب يونس إفتسان وعبد القادر بهمان، شفاه الله.
بلغة
الأرقام يبلغ بلال دزيري من العمر 35 سنة وشهرا و25 يوما،
ورغم كل هذه السنين إلا أن دزيري لايزال القائد واللاعب رقم واحد في
فريق »سوسطارة«، بدليل أنه سجل أكثر من هدف هذا الموسم، وجميع
أهدافه لم تسجَّل حتى في ريعان شبابه، بل لم يسجل مثلها حتى في عز
شبابه مع النصرية ومع الاتحاد!
احترف بلال دزيري اللعبة في تونس مع النجم
الرياضي الساحلي، لكن سرعان ما عاد إلى وكر »باب الواد«؛ إلى فريق
الاتحاد.
لعب بلال دزيري للمنتخب الوطني أكثر من 70
مباراة، بدايتها كانت في نهائي الكأس الأفروآسيوية التي فاز بها
منتخبنا الوطني في مطلع التسعينيات أمام المنتخب الإيراني، ومنذ ذلك
التاريخ لم يترك دزيري »الخضر« إلى أن اعتزل اللعب دوليا في اللقاء
الذي خاضه في ربيع عام 2002 أمام أولمبيك مارسيليا بملعب 5
جويلية.
تُرى، متى سيعتزل بلال دزيري اللعبة؟ سؤال
يرفض الإجابة عليه بلال، وكلما طُرح عليه هذا السؤال إلا ورد قائلا:
»لن أعتزل مادمت قادرا على اللعب«.
بلال زواني... البليدي الذي لم
يعتزل إلا في الأربعين
من
الصدف أن ثاني لاعب سنحدثكم عنه يحمل نفس اسم دزيري وهو زواني
بلال، ذلكم اللاعب الذي لقّبه البليديون في عز أيامه بنجم المنتخب
الكرواتي بوبان، نظرا لشعره الأشقر وطريقة لعبه التي تشبه إلى حد
كبير طريقة لعب بوبان حين كان في عز أيامه في فريق ميلان آسي.
بلال
زواني، ابن فريق اتحاد البليدة، وُلد بمدينة الورود عام 1969.
عُرف عن هذا اللاعب حبه لكرة القدم وهو في سن السادسة، الأمر الذي
اضطر شقيقه محمد لنقله إلى فريق الاتحاد، وهو الفريق الذي أُرغم على
تركه في الموسم ما قبل الماضي بقرار من رئيس الفريق محمد زعيم، بحجة
أن زواني بلال قد تقدم في السن، وبقاءه في الفريق كعدمه، فتمت
إعارته إلى الفريق الجار وداد بوفاريك، الذي لعب له الموسم الموالي،
ليقرر وضع حد لمسيرته الكروية في الموسم الماضي، وهو في سن
الأربعين.
خاض بلال زواني أول لقاء له مع أكابر اتحاد
البليدة وعمره 16 سنة وبضعة أيام، كان ذلك في اللقاء الذي جمع
الاتحاد بشباب عين وسارة بملعب براكني في نهاية موسم 1985. ومنذ
ذلك اللقاء وإلى غاية نهاية 2007 لم يبارح ألوان مدينة الورود وظل
وفيا للونين الأخضر والأبيض لمدة عقدين كاملين من الزمن. وإذا أضفنا
سنوات الشباب في الاتحاد فنجد بلال زواني قد قضى حوالي ثلاثين سنة
في اتحاد البليدة.
وحتى وإن لعب بلال زواني عشرين سنة في اتحاد
البليدة إلا أنه لم ينل أي لقب وطني، حيث وصل مرة واحدة إلى نهائي
كأس الجزائر عام 1996 وخسره أمام مولودية وهران بهدف دون رد، وقّعه
اللاعب عمر بلعطوي من ضربة جزاء قبل أربعة دقائق من صافرة الوقت
الإضافي.
لعب بلال زواني للمنتخب الوطني في سبع
مباريات. وكان ضمن قائمة اللاعبين الـ 22 الذين اختارهم المدرب عبد
الرحمن مهداوي لتمثيل الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1998
ببوركينا فاسو، كما شارك رفقة شقيقه رضا زواني عام 1995 في
الألعاب الإفريقية التي جرت بزيمباوبوي.
لخضر بلومي... لعب لأكثر من 10
فرق واعتزل اللعب في "لازمو" وهو في الأربعين
ثالث لاعب يستحق الوقوف عنده هو نجم المنتخب
الوطني خلال عشرية الثمانينيات لخضر بلومي، الذي واصل اللعب وهو على
مشارف الأربعين.
لخضر بلومي ورغم لعنة الإصابات التي ظلت
تطارده في عز شبابه، وهو أمر عادي جدا؛ إذ كان فنان الملاعب، فمن
البديهي أن يتعرض للإصابة نظرا للخطورة التي كان يشكلها على
المدافعين وعلى حراس المرمى.
لخضر بلومي من مواليد 28 ديسمبر 1958
بمدينة معسكر، يُعد أسطورة كرة القدم الجزائرية، أفضل لاعب جزائري
عرفته الملاعب الوطنية والإفريقية وحتى العالمية.
عُرف
لخضر بلومي على مدار مسيرته الكروية وحتى بعد اعتزاله، بأخلاقه الحسنة
وانضباطه في الرياضة، وكان من بين الذين قادوا المنتخب الذهبي
للجزائر منتخب الثمانينيات، وهو الذي قهر المنتخب الألماني في
مونديال إسبانيا.
بلومي صاحب التمريرات الساحرة، وصاحب اللمسة
المعاكسة فلا يمكن لأحد أن يعرف حيث سيمرر أو يلعب الكرة حتى لحظة
وصولها لزميله، يمتاز أيضا بطريقته الجذابة في الجري فوق الميدان،
صُنف رابع أفضل لاعب إفريقي في القرن 20 بعد جورج وياه وروجيه
ميلا وأبيدي بيليه، ويصنفه بعض الأخصائيين في لعبة الكرة كأحسن لاعب
إفريقي القرن.
تلقّى اتصالات عديدة من أكبر الأندية لعلها أكبر
عروض تلقاها لاعب عربي في تاريخ الكرة العربية، مثل نادي برشلونة
الإسباني وريال مدريد وجوفنتوس وباريس سان جرمان وبايرن ميونخ... برز
في ناديين هما غالي معسكر ومولودية وهران، وشارك في كأس العالم
مرتين، وفي نهائيات كأس أمم إفريقيا خمس مرات، وفي نهائيات الألعاب
الأولمبية مرة واحدة، وفي نهائيات دورة ألعاب البحر المتوسط مرة
واحدة.
في الفترة ما بين 1978 إلى 1989 خاض
لخضر بلومي 147 مباراة دولية، سجّل فيها 29 هدفا. ويُعتبر ثالث
أحسن هداف للمنتخب بعد عبد الحفيظ تاسفاوت (37 هدفا)، ورابح ماجر
(34 هدفا). حصل على الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب إفريقي
عام 1981. ويجزم الكثيرون ممن عرفوا لخضر بلومي في الملاعب أنه
أحسن ما أنجبته الكرة الجزائرية، حيث لم يوجد لاعب جزائري بمثل
مهاراته وفنياته وتحكمه في الكرة، كما أنه تميز باعتراف كبار النجوم
العالميين على غرار بيلي، الذي قال: »لو كان بلومي يلعب مع منتخب
السامبا لاستطاع الفريق البرازيلي الفوز بكأسي العالم 1982
بإسبانيا و1986 بالمكسيك!«. وزيكو وسقراط اللذان قالا عنه بعد مباراة
الجزائر أمام البرازيل بمونديال المكسيك سنة 1986، »إنه من دهاة القرن
في عالم كرة القدم!«.
بلومي وبعد أن لعب لعديد من النوادي المحلية
آخرها جمعية وهران في نهاية التسعينيات، فضل رمي المنشفة بعد عشر
سنوات عن آخر لقاء خاضه مع المنتخب الوطني وهذا أمام المنتخب الإيطالي
في لقاء ودي جرى بإيطاليا في شهر ديسمبر من عام 1989 وانتهى
بفوز إيطاليا بهدف دون رد.
خليلي
الهادي... الرحالة الجزائري الذي اعتزل في سن الـ 41
ومادمنا نتكلم عن جيل الثمانينيات يجرنا
الحديث عن لاعب آخر واصل اللعب إلى ما بعد الأربعين، ونعني به ابن حي
بوليو بالحراش الهادي خليلي، الذي بدأ مسيرته الرياضية كملاكم،
ليجد نفسه فيما بعد لاعب كرة موهوبا، وهدافا نادرا لم تشهد مثله الملاعب
منذ اعتزاله اللعبة نهاية الألفية الماضية.
وُلد
الهادي خليلي عام 1957 بالحراش. وكما سبق الذكر بعد تألقه في
عالم الملاكمة دون سابق إنذار، فضّل ترك هذه الرياضة، وتوجه إلى عالم
»المستديرة« كرة القدم. وأول فريق أمضى له كان اتحاد الحراش، كان
ذلك في نهاية عشرية السبعينيات. وبعد سنتين في هذا الفريق بدأت مسيرة
خليلي مع النوادي، حيث لعب إلى غاية اعتزاله اللعبة لأكثر من عشرة
فرق، أشهرها فرق مولودية وهران وغالي معسكر وسريع غليزان واتحاد
بلعباس واتحاد العاصمة ونصر حسين داي.
عرف الهادي خليلي
إضافة إلى تسجيله للأهداف مراوغته للكرة، الأمر الذي جعل منه أحد أكبر
اللاعبين طلبا من النوادي الوطنية. وقد حاز في أكثر من مرة على لقب
هداف البطولة الوطنية، كما فاز بلقب البطولة الوطنية أكثر من مرة مع
مولودية وهران وغالي معسكر، وساهم في عودة اتحاد العاصمة عام 1995
إلى القسم الوطني الثاني. ونفس الشيء فعله مع نصر حسين داي في
الموسم الموالي، الأمر الذي جعله فأل خير على جميع الفرق التي حمل
ألوانها ليعتزل اللعبة وهو في سن الـ 42 مع فريق مسقط رأسه نادي
بوليو، لينتقل لعدها إلى عالم التدريب